هنـا تكمـن الأسـرار وتبـرق الأنـوار ويفتضـح الأشـرار بمجيء النّبـي المختـار صلّـى اللّـه عليـه وسـلّم، فمنـذ أن وطـأت قدمـاه هذه الديـار وجمع اللّـه لــه ولأمتـه مشـارق الأرض ومغاربهـا لتعلـن القيـادة لهذه البشـريّة ويدخل من نفس الباب الّذي دخلـه الأنبيـاء ودليلنـا ما رواه مسـلّم فـي صحيحـه ( …. فربطناه بالحلقة التي يربـط بهـا الأنبيـاء ….. )، قال بن كثيـر ( …. إذ دخـل عمـر من الباب الذي دخـل منـه رسـول اللّـه صلّـى اللّـه عليـه وسـلّم )، قـال الحنبلـي: ( …… فحضـر عمـر إلـى مسـجد بيت المقـدس حتّـى انتهى إلـى الباب الذي يقال له باب محمّـد )، فهـو بـاب الأنبيـاء وبـاب البـراق، وبـاب محمّـد، وبـاب النبـي.
وعلـى كل حـال فالبـاب والحلقـة أوحـت لنـا حـدود المسـجد الأقصـى ولا يعني بالضـرورة أن يكـون للمسـجد حينئـذ بـاب مبوب، وجـدران محيطـة، ولكن الواقـع والروايـة يثبت أنّـه فـي الجهـة الغربيّـة فـي حائط البـراق ويعلـوه من فوقه وإلـى الجنوب منـه بـاب المغاربــة.
فتعـال معـي أخـي الحبيب لنمسـح البكـاء والدّمع عـن أعمـدة البـراق فنقول:
دخـل منـه رســول اللّــه صلّـى اللّـه عليـه وسـلّم.
ـ فـي سـنـة 672 بـدأ الخليفـة عبـد الملك بإعـادة بنـاء البوابـة علـى أصولهـا وأتـمّ ذلك الوليد لأنّ العناصـر الموجـودة فـي مدخـل البـراق هي نفـس العناصر في بـاب الـرّحمـة، والبـاب المزدوج.
ـ جـاء فـي مسالك الأبصـار فـي ممالك الأمصـار لابن فضل اللّـه العمـري يصف مـدخل البـراق فقال: " فهـذه الأروقـة كلهـا أخذت مـن الشـرق إلـى الغرب، فمنهـا مـا أمكن قيـاس طولـه ومنهـا لـم يمكـن لكـون أطوالـه قسمت حيطاناً ومنهـا مـا هـو مملـوء بالتـراب المهـول ". وهـذا دلّنـا علـى أنّ البقعـــة المسـمّاة بالجامـع الذي تقـام فيـه الجمعـة حاليّـاً وغالب الطرقـات التي بالحـرم القدسـي، والأشـجار المزروعـة كلهـا معلقة علـى هذه العقـود والسـواري.
ـ وعليـه فإنّنـي علـى يقيـن أنّ بـوابـة البـراق تـؤدي إلـى الأقصـى القديـم والمصلّـى المروانـي، وبـاب الـرّحمـة.
تـمّ إغـلاق فتحـة البـاب فـي زمـن صـلاح الدين، وفتحت لـه فتحـة من داخـل المســجد.
تـأثّـر البنـاء نتيجـة الهـزّات الأرضيّـة التي حصلـت، وأعيـد بنـاء مسـجد البراق كما هـو حاليّـاً في الفترة المملوكيّة عام 707 ـ 737 هـ الموافق 1307 ـ 1336 م
ـ فـي زمـن الحـاج أميـن الحسيني أغلـق جـزء كبيـر من مسـاحة مصلّـى البراق واقتطـع كبئـر مملـوء بالمـاء والدليل على ذلك أن تشـاهد حائط البئر بجانب المحراب
ـ ينـزل إلـى مصلّـى البـراق حاليّـاً مـن داخـل ساحات المسـجد الأقصى المبارك من الـرواق الغربـي بدرج حجـري بلـغ عـددهـا 38 درجـة وعلـى عرض 1 م لتصـل إلى أرضيّـة المسـجد ولتـلاحظ أنّ ارتفاع سقفـة زاد علـى 7 م، وندرك أنّ هنـاك طممـاً واضحـاً فالمتبقـي من بوابة البراق ارتفاع 2 م فـي عـرض 5 م
ـ إنّنـا علـى يقيـن والحمـد للّـه ربّ العالميـن أنّ هـذا البنـاء أمـوي لما شاهدناه مـن بـوّابـات مربّعـة يعلوهـا نصف قـوس حجـري فيه بعض النّقوش والخطـوط الأمـويّــة، ثـمّ السـقف نصـف البـرميلـي.
ـ يفتـح مصلّـى البـراق كـل يوم جمعـة للصـلاة والزّوار، ونتمنّـى مـن دائـرة الأوقـاف بالقدس أن يكـون مفتوحـاً طيلـة الوقت.